يقول سبحانه وتعالى ((أدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظه الحسنة)) النحل 125
معناها أن تختار الأسلوب المناسب لمتلقي النصيحه فكل شخص يؤثر فيه اسلوب وكل فرد
تؤثر فيه طريقه فشخص يتأثر بالكلمه والتوجيه و آخر يتأثر بالمواقف والقصص وشخص
يتأثر بالقراءة وغيره يتأثر بالقدوة وأخرى تتأثر بالقرآن والحديث... فكل شخص له
شيء يميل إليه ويؤثر فيه ويهتم به فعليك أن تكون ذكياً فيما تطرحه وفي دعوتك إلى
الله تعالى .... ولي ولك في الحبيب صلى الله عليه وسلم قدوة في ذلك فأنظر كيف نصح ذاك
الشاب الذي أتى إليه قائلا ائذن لي بالزنا تعال معي لأصوغ لك الحديث بسنده
..عن
أبي أمامة رضي الله عنه (( إن فتى شابا أتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله ائذن لي بالزنا . فأقبل القوم عليه فزجروه وقالوا: مه مه.. فقال ادنه فدنا منه قريبا قال فجلس قال أتحبه لأمك قال لا قال ولا الناس يحبونه لأمهاتهم قال أفتحبه لابنتك قال لا واللَّه يا رسول
اللَّه جعلني اللَّه فداك قال ولا الناس يحبونه لبناتهم قال أفتحبه لأختك قال لا واللَّه جعلني اللَّه فداك قال: ولا الناس يحبونه لأخواتهم قال أفتحبه لعمتك قال لا واللَّه جعلني اللَّه فداك قال ولا الناس يحبونه لعماتهم قال أفتحبه لخالتك قال لا واللَّه جعلني اللَّه فداك قال ولا الناس يحبونه لخالاتهم قال فوضع يده
عليه وقال اللَّهم اغفر ذنبه وطهر قلبه وحَصِّنْ فرْجَه فلم يكن بعد ذلك الفتى يلتفت إلى شيء.. رواه أحمد في مسنده.
وفي
رواية أخرى قال اللهم طهر قلبه واغفر ذنبه وحَصِّنْ فرْجَه فلم يكن شيء أبغض
إليه منه الزنا . صحح إسناده شعيب
الأرناؤوط في تحقيق المسند الإمام احمد (36\545 22211)
بأبي وامي افديك يارسول الله فقد نصح
هذا الشاب ووجهه بتساؤلات .. تملاؤها الرحمة
والعطف والحب واللين مما جعلت هذا الشاب هو من كان يجيبها بنفسه بل ويكتشف بعقله بشاعة ما طلبه من الرسول صلى الله عليه وسلم وفي كل مرة يقول لا .... وكأني أراه يستعيذ
بالله أيضا في قلبه من أن يحصل له شيء من
هذا الأمور فبهذه التساؤلات تحركت فيه رجولته ورمى أنانيته جانبا وفكَر بعقله قبل قلبه ... ومكث يتأمل ويراجع نفسه !!
بأبي وأمي أفديك يا رسول الله ...
بأبي وأمي أفديك يا رسول الله ...
وتأمل كيف أهدى معاذ إبن
جبل هذه النصيحة القيِمة في هذا الحديث ﻣﺎ ﻭﺭﺩ ﻋﻨﺪ ﺃﺣﻤﺪ ﻭﺃﺑﻲ ﺩﺍﻭﺩ ﺑﺴﻨﺪ ﺻﺤﻴﺢ ﻋﻦ ﻣﻌﺎﺫ ﺑﻦ ﺟﺒﻞ ﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝ
ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳلم ﺃﺧﺬ ﺑﻴﺪﻩ ﻭﻗﺎﻝ: ﻳﺎ ﻣﻌﺎﺫ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺇﻧﻲ ﻷﺣﺒﻚ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺇﻧﻲ
ﻷﺣﺒﻚ ﻓﻘﺎﻝ ﺃُﻭﺻﻴﻚ ﻳﺎ ﻣﻌﺎﺫ ﻻ ﺗَﺪَﻋﻦَّ ﻓﻲ ﺩُﺑﺮ ﻛﻞ ﺻﻼﺓ ﺗﻘﻮﻝ ﺍﻟﻠﻬﻢَّ ﺃﻋﻨﻲ
ﻋﻠﻰ ذكرك ﻭشكرك ﻭﺣُﺴﻦ ﻋﺒﺎﺩﺗﻚ.
فكان تواصلا عاطفيا جميلاً ممزوجاًً بكلمات الود والمحبة بين الرسول صلى الله عليه وسلم ومعاذ قبل
أن يهدية هذه الوصية الذهبية التي كانت حتما لها أثراً جميلاً في قلب معاذ ..
إين هم الدعاة الغلاظ الذين هداهم الله ينفرون الناس من الدين أكثر مما يحببونهم فيه فتجد البعض منهم يصيح بصوت عال يرعب المستمع أخشى لو يسمعه حديث عهد بالإسلام لتملق منه ولولى هاربا ولم يعقب هذا ويشتم ويسب بإسم الغضب للدين تعال أنظر لجمال نصح حبيبك صلى الله عليه وسلم وأنظر لحكمته ورحمته ولينه .
إين هم الدعاة الغلاظ الذين هداهم الله ينفرون الناس من الدين أكثر مما يحببونهم فيه فتجد البعض منهم يصيح بصوت عال يرعب المستمع أخشى لو يسمعه حديث عهد بالإسلام لتملق منه ولولى هاربا ولم يعقب هذا ويشتم ويسب بإسم الغضب للدين تعال أنظر لجمال نصح حبيبك صلى الله عليه وسلم وأنظر لحكمته ورحمته ولينه .
لا بأس أغضب لدينك ولكن ترجم هذا الغضب بحكمة ورحمة وحب وكلمات
تؤثر وتحبب للدين لا تبغض فيه فأنت لم ترد إلا الخير ..و انت تحب الخير حتما
محبتكم ناله احمد ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق